باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
نصف الأطباء الروس لا يثقون بلقاح كورونا السريع واستقالة رئيس الصحة
15/08/2020

أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الأطباء الروس ليسوا راغبين في التعامل مع لقاح فيروس كورونا، الذي أعلن عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وجرى الاستطلاع عن طريق الإنترنت، وشارك فيه أكثر من 3 آلاف طبيب، ونشره موقع إخباري روسي، الجمعة.

وقال 52 في المئة من الأطباء إنهم لن يأخذوا اللقاح الجديد، أي أنهم يرفضون تطعيمهم به، وأشار 66 في المئة منهم إلى قلة المعلومات التي تثبت فعاليته. وأعلنت وزارة الصحة الروسية، السبت، أن البلاد بدأت بالفعل إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، رغم حملة تشكيك في نجاعته وأمنه على المستخدمين.

وقالت روسيا إن اللقاح، الذي طوره معهد "غاماليا" في موسكو ووزارة الدفاع الروسية وهو الأول الذي يبدأ إنتاجه لعلاج فيروس كورونا، سيطرح بنهاية أغسطس/آب الجاري. وتحدث 48 في المئة من هؤلاء الأطباء عن أن لقاح "سبوتينيك في" جرى تطويره بسرعة كبيرة.

وفي المقابل، قال 20 في المئة من الأطباء المشاركين في الاستطلاع إنهم يوصون الزملاء والأصدقاء بأخذ جرعة منه. وتعليقا على نتائج الاستطلاع، قال نائب وزير الصحة الروسي، أوليغ سالاغاي، إن النتائج متساوية، متوقعا ارتفاع نسبة المؤيدين مع مرور الوقت.


ابنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وكان بوتين أعلن، الثلاثاء الماضي، اعتماد لقاح "سبوتينيك في"، ليكون الأول من النوعه الذي يجري تسجيله من بين أكثر من 150 لقاحا يجري تطويرها حاليا لمحاربة الفيروس، الذي أصاب أكثر من 20 مليوناً. وشكك خبراء غربيون في مجال الصحة العامة من سلامة اللقاح، محذرين من إنتاج كميات ضخمة قبل إكمال التجارب على نطاق واسع.

واستقال الطبيب، ألكسندر تشوتشالين، رئيس مجلس الأخلاقيات في وزارة الصحة الروسية، بعدما قال إن هناك انتهاكات واسعة لأخلاقيات الطب خلال إقرار الدواء. لكن الحكومة الروسية، وعلى رأسها بوتين، أكدت أن اللقاح مر بكل الخطوات اللازمة، وقال الرئيس الروسي إنه جرّب المصل على إحدى بناته.

طبيب روسي بارز يستقيل.. والسبب "لقاح كورونا"

قدم طبيب روسي بارز في مجال الجهاز التنفسي استقالته، بسبب ما قال إنها "انتهاكات جسمية" لأخلاقيات مهنة الطب، رافقت ما وصفه بـ"الإعلان المستعجل" للقاح فيروس كورونا، الذي أعلن عنه الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام. وذكرت صحيفة بريطانية على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن البروفيسور ألكسندر تشوتشالين أنهى عمله في مجلس أخلاقيات وزارة الصحة الروسية، بعدما شن هجوما شرسا على لقاح "سبوتينيك في" الجديد ومبتكريه.

وأضافت الصحيفة أن بوتين سمح بإقرار المصل قبل أن يحصل على موافقة الهيئة التي يعمل فيها البروفيسور تشوتشالين . ووسط شكوك أبداها الخبراء الغربيون إزاء اللقاح، يبدو أن الطبيب الروسي البارز سعى من أجل منع تسجيله لأسباب تتعلق بـ"السلامة". واتهم تشوتشالين اثنين من الأطباء البارزين المشاركين في تطوير لقاح كورونا بأنهما وضعا أخلاقيات الطب جانبا، عبر تسريح إنتاجه.


البروفيسور والطبيب الروسي ألكسندر تشوتشالين

وقال إن الطبيبين هما مدير مركز أبحاثا غماليا لعلم الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة، إلكسندر غينسبرغ، وكبير علماء الفيروسات في الجيش الروسي، سيرغي بوريسيفيتش. وأضاف تشوتشالين أنه سألهما: "هل اجتزتم جميع المسارات اللازمة التي تفرضها جهات التشريع العملية الروسية والدولية؟ وكانت الإجابة: لا".

ورأى الطبيب الروسي أن المهمة لم تنجز على النحو المطلوب، وبالتالي، فقد تم انتهاك أحد المبادئ الأخلاقية للطب بشكل صارخ، أي التأكد من خلو اللقاح من أي أضرار جانبية. وتابع:" أشعر بالإحباط من موقف بعض علمائنا الذين يدلون بتصريحات غير مسؤولة عن اللقاحات الجاهزة".

وكان الطبيب الروسي حذر خلال مقابلة سابقة مع مجلة علمية "من أنه في حال إقرار أي لقاح أو دواء، فإننا كمراجعين آخلاقيين، نحاول أن نحدد مدى أمانها على البشر". وشدد على أن السلامة تأتي دائما في المقام الأول. وقال إن العقاقير التي يتم إنتاجها هذه الأيام لم تجرب على البشر من قبل، ولا يمكن التنبؤ بالكيفية التي سيتعاطى بها الجسم مع الدواء.

وأضاف تشوتشالين ، الذي أنشأ معهد الأبحاث الروسي لأمراض الرئة، أنه من المستحيل تحديد الأعراض الجانبية على الإنسان من دون الموازنة بين الحقائق العلمية كلها. لذلك، فإن المهمة الأولى للمجلس الأخلاقي هي استخراج البيانات العلمية، بناء على ما يعرف بـ"الطب القائم على الأدلة"، لمعرفة ما إذا كان العقار لن يضر شخصا ما.

ورأى أن المشكلة في بعض الأدوية والعقاقير هي أن المواد البيولوجية لا تظهر على الفور، بل يستغرق الأمر عاما أو عامين. والأربعاء قالت منظمة الصحة العالمية إنها تتطلع إلى مراجعة التجارب الإكلينيكية للقاح الذي طورته روسيا. وتقول المنظمة إن 28 من أكثر من 150 لقاحا تجريبيا يجري اختبارها حاليا على البشر، من بينها 6 وصلت إلى المرحلة الثالثة وهي النهائية التي يجري خلالها اختبار المنتج المرشح على مجموعات كبيرة من البشر.

واللقاح الروسي الذي طوره معهد أبحاث "غاماليا" ووزارة الدفاع الروسية، واحد من بين 28 لقاحا بلغت المرحلة الثالثة، لكن منظمة الصحة العالمية تدرجه في المرحلة الأولى. وقالت المنظمة في بيان إنها "على اتصال بالعلماء الروس والسلطات الروسية وتتطلع إلى مراجعة تفاصيل التجارب"، مضيفة أنها "ترحب بجميع التطورات في الأبحاث الجارية على اللقاحات المضادة لكوفيد 19 وفي مجال تطوير اللقاحات".