يعلق ملايين الناس حول العالم آمالهم على لقاح ما أو علاج يطل بشكل فعال، واضعاً حداً للفيروس الذي اجتاح العالم منذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. فعلى الرغم من تسابق عشرات الشركات والمؤسسات حول العالم من أجل التوصل إلى لقاح ضد كورونا، أعلن التحالف العالمي للقاحات أن مؤشرات الأمل الأولى قد تطل في الخريف.
وقال سيث بيركلي الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) لصحيفة سويسرية، إن المؤشرات الأولى على فاعلية لقاح محتمل ضد فيروس كورونا ومرض كوفيد 19 يمكن أن تظهر في الخريف، متنبئا بطريق طويل بين حدوث هذا التطور وتوفر اللقاح على نطاق واسع.
الدرب طويل
كما أضاف في مقابلة مع الصحيفة نُشرت الأحد: "لسوء الحظ لا نعرف في الحقيقة أي لقاح سينجح وما إذا كان ممكنا أن يكون هناك لقاح على الإطلاق. إذا كنا محظوظين سنرى المؤشرات الأولى في الخريف بالنسبة للفاعلية فيما يتعلق بلقاح محتمل". لكنه مضى قائلا: "سيبقى هناك طريق طويل للذهاب من تلك النقطة إلى أن تكون هناك مادة فعالة معتمدة بكميات كبيرة لسكان العالم".
إلى ذلك، دعا بيركلي إلى جهود عالمية منسقة ومشاركة سواء في إنتاج أو توزيع لقاح يتم التوصل إليه في نهاية المطاف. وقال إن هناك حاجة إلى اتفاق دولي لتوفير طاقة صناعية للإنتاج السريع للقاح متى ما تم إيجاده". وقال: "يجب أن تعمل الدول معا من أجل أن مشاركة اللقاحات في حالة ثبوت أن لقاحات دولة ما غير فعالة"، مضيفا أن من الممكن أن تكون بعض اللقاحات ناجحة أكثر لمن هم أصغر سنا وأخرى للمجموعات العمرية الأكبر.
كما حث منظمة الصحة العالمية على إصدار توجيهات إرشادية واضحة حول استعمال وتوزيع اللقاحات وذلك لمنع أن يتوفر لقاح أولا للأغنياء على حساب من هم أكثر احتياجا. إلى ذلك، رأى أنه في حال أصبح اللقاح متاحا بكميات محدودة في البداية فيجب أن يستعمل أولاً في تحصين العاملين في القطاع الصحي.
ومن هنا، يكون السؤال الأصعب، في نهاية المطاف: أي من سكان الأرض البالغ عددهم 7,6 مليار نسمة سيلقح أولاً؟ تسعى منظمة الصحة العالمية وأوروبا والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال مكافحة فيروس كورونا المستجد، لإنفاذ آلية توزيع "عادل" غير مسبوقة، تنطلق بالمبدأ من تلقيح العاملين في مجال الصحة في كافة البلدان التي طالها الفيروس، ثم العاملين في وظائف أساسية كالشرطة والنقل، وبعدهم يأتي بقية السكان.