باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع

العمل وبرج الحوت

المدير الحوت

إن تواجد أمثال الرجل من برج الحوت على رأس الأعمال هو أمر نادر الحدوث، لأنه يُفضل العيش على طبيعته في مجالات أخرى مثل الكتابة والتجارة الحرة وممارسة الفنون الخلاقة والتمثيل والعبادة والتصوف، ومع هذا يـبدو ناجحاً جداً بالقيام بدور مدير العلاقات العامة والاعلام، أو حتى مدير لشبكة تلفزيون، بحيث يمكنه نشر أفكاره العظيمة التي يستوحيها من خياله اللامحدود، الا أنه يختـلف عن مواليد باقي الأبراج الذين يعملون في مناصب مماثـلة إذ يرفض أن يجاهر بالواقع دون تورية، ليس لأنه شخص كاذب أو مخادع لكن ليقينه أن الحقيقة قاسية، ويصعب على المجتمع أن يتقبلها بالشجاعة اللازمة.

في وسع هذا الشخص أن يـبرز مثلا كمدير لمسرح أو لشركة سينمائية أو حتى لمعهد رقص أو كمخرج أفلام، وتمكنه مواهبه الخارقة من أن يصبح من ألمع الباحثين والمُحققيـن، ومن أهم مدراء الفرق الموسيقية، وكذلك شركات السفر والجمعيات، والمؤسسات، والنوادي، وحتى الفنادق، وبتعبير آخر ان طبيعته الحساسة الكريمة تهيئه للقيام بدور راعي الإنسانية ومرشدها وحاميها أكثر مما تهيئه لحصاد ثمار الأمجاد والثروة، انه بطبعه يكره الحصول على الفائدة المادية البحتة ككرهه للمسؤوليات الكثيرة ذات الطابع المحدود.

مهما كان الدور الذي يُمارسه يبقى هذا الرجل إنساناً مسالم بعيد عن الأذية، حتى لو فقد أعصابه واتـزانه، إذ تكفيه بالعادة اطلاق بعض العبارات القاسية، ويعود بعدها لسكونه وتهذيـبه الأصليين، وهو يتبع في العمل استخدام المواقف المعتدلة التي تـقع بمنتصف الطريق ما بين التحرر الكامل والتقـليدية ذات الآفاق الغير واسعة، وعندما يمل العمل سواء بطريقته أو بالقائميـن عليه يذهب فكره بعيداً، ولا يحضر منه سوى جسده، وعندما يحدث العكس يستمع بكل جوارحه مُبدياً استعداده التام لتبنــّي الأفكار وكذلك المشاريع التي تعرض أمامه، هذا ولا يُحبّ الرجل الحوت أن يسافر في أحلامه وحسب بل على أرض الواقع أيضاً، ولذلك تراه يحتـفظ بحقيـبة جاهزة بشكل كامل.

يمرّ المدير من برج الحوت بعدد من الأزمات النفسية الحادة، ولا يستطيع أحد أن يفهم كنهها، الا أنها سرعان ما تتلاشى وتذهب بعيدا دون أن تترك ورائها أثر يُذكر، ويعد أفضل علاج لحالته هذه هو تركه لشأنه، وعدم الضغط عليه بالكلام أو حتى بمجرد الوقوف أمامه، أما خلال الأوقات العادية فإنه يحاول الاحتكاك بكافة العاملين معه، مُقدّراً بشكل خاص أصحاب الخيال الخصب، وذو الأفكار المبتكرة، الا أن هذا لا يعني أنه يتخلى عن من تبقوا، فهو يُدرك بالفطرة أن توازن الأعمال يتطلب وجود أشخاص واقعيـين جنبا الى جنب مع ذوي الخيال.

يتميز هذا الانسان بأنه كريم اليد الى حد الشعور بالحرج منه عند تقديم المطالب له، فهو لا يستطيع أن يرفض المنح أو العلاوات أوالمكافآت مهما كانت ظروف العمل، ولذلك يسعى لالقاء هذه المسؤولية على موظف آخر أكثر منه قدرة في المحافظة على مصالح المؤسسة المالية، بقي علينا القول أن هذا الرجل لا يتردد في إظهار إعجابه بالجنس الاخر بالرغم من تـقديره ووفائه لشريكته وزوجته، كما أنه لا يتوانى عن كتم مواهبه الخارقة حتى لا يضطر أحد ممن يعملون معه على الاستهزاء به أو التشكيك بقدراته

الموظف الحوت

لكي يتمكن رجل برج الحوت من تحقيق النجاح في أي عمل، يجب اعطاءه المسؤوليات التي تلاءم شخصيته وطبيعته المرهفة وخياله المتمكن من اختراق كافة الحدود والآفاق، وإذا لم تتوفر له وظائف وأعمال من هذا النوع يصبح شخصا كسولا ً عديم الاهتمام بأي شيء يحيط به، بالمقابل عندما يكون في حالة الرضى لا يمكن أن يجاريه أحد سواء باندفاعه أو سرعة تـنفيذه أو قدرته على التركيز في العمل على الزوايا المهمة في أي أمر أوقضية

إن هذا الموظف هو شخص خجول من زملائه وكافة العامليـن معه، وسبب ذلك سريته الشديدة فيما يتعلق بحقيقة أطباعه وأهدافه، غير أن هذا لا يمنعه من أن يقوم بواجبه على أحسن وجه، بشرط أن يكون مرتاحا وراضياً عن طبيعة وظيفته كما ذكرنا سابقا، وهو في الوظيفة يقف موقف السمكة تجاه الماء، فما أن يحس بأن الجوّ قد تحول إلى مستـنقع متسخ وموحل حتى يهرب ويبتعد عنه متجها نحو تيار مائي اخر فيه صفاء وحركة أكثر من السابق.

أين يعمل الموظف من برج الحوت؟ انه يعمل في كافة الأوساط الفنية سواء أكانت في مسرح أوسينما أوتلفزيون أو راديو أومتحف أو حتى مرقص أومعهد موسيقي، وهو يعمل أحيانا في الحقول العلمية الجادة التي تعتمد على الرياضيات أو الهندسة أو حتى الإلكترون، بهدف ممارسة العمل بالنمط التجريدي الذي عرف عنه، وينجح موظف الحوت في مجال التدريس لما يمتلكه من قدرة كبيرة على الاستيعاب والغوص في أعماق النفوس، وبامكانه النجاح أيضا بالعمل في المستـشـفيات والجمعيات والمؤسسات الخيرية والنوادي الاجتماعية، فهو يتـفوق على الكثيرين في مجال التمريض والعناية والإرشاد، الا أن مشكلته في هذا المكان امتصاصه لمشاكل الناس ومآسيهم مما يُؤثر فيه على الجانبين الجسدي والنفسي أحيانا.

تؤثر أجواء العمل في هذا الموظف كثيرا سواء لون غرفة المكتب أو الأثاث أو غيره، يرتاح مثلا ً للون الأخضر باختلاف درجاته كما يرتاح لوجود الأزهار والموسيقى العذبة، وتحفيزه بكلمات التـشجيع بين الفترة والأخرى، واذا توفر كل هذا بامكانه القيام بعمله على أكمل وجه مُراعياً القوانين والأنظمة، مُقاوماً قدر استطاعته ميله للأحلام والتخيلات، وتعد الموظفة من برج الحوت انسانة أكثر مراعاة للواجب مقارنة بالموظف الحوت، وبامكانها أن تكون أيضاً حافظة للأسرار ومرشدة وراعية لكافة الموظفيـن من كلا الجنسيـن، ولا يُستبعد أن تمتلك مقدرة قراءة الحظ، وأن تمارسها مع الموظفين بيـن الحيـن والآخر فمثلا تقرأ الكف أو الفنجان أو حتى الورق.

يتميز الموظف من برج الحوت من كلا الجنسيـن بأنه قليل اللوم والانتقاد للاخرين، حساس بدوره من النقد، إذا تكدّر من مديره أو زميل له بدا الأسى على وجهه، وانطوى بعيداً عن الأنظار، ومن جانب أخر لا يهتم كثيـراً بأمر المال فيكتـفي براتبه الذي يستحقـه دون أن يطمع في زيادة، ويتصف بأنه كثـير الإنفاق قليل الادخار، ومع أنه قليل الجشع لكنه يضطر في بعض الأحيان إلى ترك عمله لأمور وأسباب أخرى عدا المادة، وهو على أية حال انسان لا يُعطي لغيره مجالا في المبادرة للاستغناء عنه إنمّـا يقوم هو بذلك تـلقائياً، ولأنه يكره المسؤوليات المتعددة لا يضطر للنظر إلى من يعلوه شأناً، وبالتالي لا يعرف معنى الحسـد والغيرة.